انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي

انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي

انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي

 العراق اليوم -

انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

ثمة حاجة لتطوير "معيار" جديد للديمقراطية، يهدف إلى قياس درجة اهتمام المواطنين في الدولة وجوارها الإقليمي والمجتمع الدولي بعامة، بمتابعة الاستحقاق الانتخابي ومجرياته ومخرجاته، بيد أنني لا أعرف إن كان هذا الأمر ممكناً، عملياً وعلمياً، وإن كنت من خبرتي الشخصية، على تمام اليقين بأنه "معيار" بالغ الأهمية.
 
الانتخابات في دول الاستبداد ودول أرباع وأنصاف الديمقراطيات، لا تثير كثيراً من الاهتمام، لا من قبل مواطنيها ولا من قبل دول الجوار، ونادراً ما تحظى بتغطية إعلامية دولية، فالأوضاع في البلاد صبيحة اليوم التالي للانتخابات، لا تختلف عمّا كانت عليه في اليوم الذي سبقها ... المزيد من الانتخابات، فيما "واقع الحال مقيم"... لا أثر للانتخابات في تغيير مسارات السياستين الداخلية والخارجية، لكنها مع ذلك ضرورية لغايات تجميل الصورة و"تجديد الشرعية" والضحك على ذقون المواطنين وخداع المجتمع الدولي.
 
شخصياً، أتابع الانتخابات في عدد قليل جداً من الدول العربية (تونس، العراق ولبنان، وبدرجة أقل المغرب)، وشغوف بمتابعة أدق تفاصيل الانتخابات في إسرائيل وتركيا، وإيران بدرجة أقل، ومعني تماماً بمتابعة الانتخابات في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، بخلاف ذلك، لا تستثيرني كثيراً الانتخابات في دول أخرى، ولدي القدرة على الصبر والانتظار حتى تتضح نتائجها الختامية، كأن يكون "اليمين الشعبوي" قد فاز في البرازيل أم خسر، أو تم التجديد لناريندرا مودي في الهند أم لا.
 
في الدول الديمقراطية، تعكس الانتخابات التبدلات في أوزان القوى السياسية والاجتماعية، ويترتب عليها تشكيل حكومات جديدة تعكس هذا التوازن الجديد للقوى، وتنعكس نتائجها بأقدار متفاوتة على سياسة الدولة الداخلية والخارجية ... بيد أنها في الدول غير الديمقراطية، لا تعني شيئاً من كل هذا وذاك وتلك، فلماذا نزعج أنفسنا في متابعتها؟
 
تزداد أهمية الانتخابات في الدول الديمقراطية الفاعلة في محيطها وعلى الساحة الدولية، لكن هناك دول فاعلة أخرى، تُجري انتخابات لا يهتم بها أحد، لأن نتائجها محسومة سلفاً، ولا تغيير يرتجى من وراء إجرائها قد تشهد الانتخابات في بعض الدول غير الديمقراطية أو نصف وربع الديمقراطية، إقبالاً على الاقتراع من قبل الناخبين، هذا أمرٌ غير مثير للاهتمام، طالما أن دوافع الناخبين ومحركاتهم، تدور وفقاً لاعتبارات محلية ضيقة، من جهوية وعشائرية ومناطقية واثنية وغيرها، وتنتهي عادة بتبديل الأسماء والصور، مثل هذه النتيجة كذلك، لا تغري المراقبين للمتابعة، ولا تستثير اهتماماً إقليمياً ودولياً ... هذا شأن محلي غير محمّل بأية دلالات عميقة تستحق الوقوف عندها.
 
الطبقة السياسية الأردنية، والرأي العام الأردني بدرجة أقل، يتابع الانتخابات في إسرائيل والولايات المتحدة، ويهتم بما يجري في إيران وتركيا، هذه دول فاعلة في الإقليم، والانتخابات فيها غالباً ما تُحدث فرقاً، وإن بدرجات متفاوتة، ولهذا ليس غريباً أن تسمع من أحدهم، أنه قضى الليل بطوله في مواكبة عمليات الفرز وانتظار النتائج الأولية غير الرسمية.
 
بهذا المعنى، أدعوا الأردنيين، ونخبهم السياسية والفكرية والإعلامية بخاصة، للنظر إلى انتخاباتنا التشريعية ونحن على مبعدة خمسة أو ستة أشهر منها (لا أحد يعرف)، ووضعها في إطارها الإقليمي والدولي ... أدعوهم لتتبع ومراقبة مدى الاهتمام الإقليمي والدولي بانتخاباتنا التشريعية، للتعرف على موقعنا على مقياس الديمقراطية، وتوطئة -ربما- لتطوير "معيار" جديد لـ"مقياس الديمقراطية".
وأصدقكم القول أخيراً، بأن السؤال الوحيد الذي أتلقاه من دبلوماسيين وإعلاميين وباحثين أجانب في كل مرة نجري فيها انتخابات عامة: كم نسبة الأصوات المتوقع أن يتحصل عليها مرشحو "الإخوان المسلمين"، وكيف جاءت نتائجهم الختامية؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي انتخاباتنا في السياقين الإقليمي والدولي



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 12:07 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

تراجع مبيعات المنازل في تركيا 12.5% بأغسطس

GMT 05:49 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

اختراع روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 00:55 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب أردني يترك مهنة التنجيد ليصمم بدلات من قماش الأرائك

GMT 19:05 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

تعرف على أعراض مرض السكر المبكرة

GMT 13:16 2014 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

المستشفى الأهلي في قطر يحصل على شهادة "HACCP"

GMT 00:30 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

والد سوزان تميم يرفض التعليق على خروج هشام طلعت

GMT 11:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

سجن مُقيم آسيوي في دبي بتهمة سب رسول الله

GMT 07:55 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عقد إيجار الأقدم في العالم نُقش على لوح رخام تركي

GMT 15:44 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيت أبتون ترتدي بيكيني أبيض نحيل يظهر مفاتنها

GMT 08:16 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

تفاقم الجفاف يزيد معاناة المزارعين في نيجيريا

GMT 06:10 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

كريستين ستيوارت تفتتح فيلمها الجديد بثوب قصير وغريب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq