عن العرب والانتخابات الإسرائيليةمن زاوية أخرى

عن العرب والانتخابات الإسرائيلية...من زاوية أخرى

عن العرب والانتخابات الإسرائيلية...من زاوية أخرى

 العراق اليوم -

عن العرب والانتخابات الإسرائيليةمن زاوية أخرى

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

تاريخياً، واجهت مشاركة الفلسطينيين العرب في الانتخابات الإسرائيلية معضلتين رئيستين: الإحجام عن الاقتراع، وتدني نسبة الإقبال على التصويت مقارنة بمعدلات مشاركة الإسرائيليين اليهود ... والثانية؛ تشتت الصوت العربي بين قوائم وأحزاب عربية متنافسة، وذهاب جزء "وازن" من الأصوات العربية لأحزاب صهيونية، أبرزها اليسار، بيد أن بعضهم صوت لليمين ولأحزاب دينية كذلك.
 
اليوم، يبدو المشهد مختلفاً تماماً في ضوء معطيات انتخابات 2020 الأولية ... نسبة التصويت في الوسط العربي لامست الـ 65 بالمائة، بزيادة 5 بالمائة عن انتخابات أيلول الفائت، و15 بالمائة عن انتخابات نيسان 2019، وهي وإن كانت الأعلى منذ انتخابات 1999، لكنها مع ذلك تظل دون "المعدل العام" للاقتراع في إسرائيل والبالغ 71 بالمائة... ما حصل تطور مهم، تسببت به الموجة العنصرية العاتية التي أطلقها نتنياهو على رأس اليمين ضدهم وضد شعبهم في الضفة والقطاع، والأداء المتميز للقائمة ورموزها وقادتها.
 
وفقاً لمصادر إسرائيلية، لم نتأكد من أرقامها الدقيقة والنهائية بعد، فإن مقعدين من أصل 15 معقداّ حصلت عليها القائمة العربية المشتركة، جاءت بأصوات يهودية، من مؤيدي العمل وميريتس بالعادة، الذين سئموا تردد اليسار وانتهازيته وتآكله المستمر ... حصلت القائمة المشتركة على 87% من اصواتها من البلدات العربية، 10% من المدن المختلطة، ونحو 3% من بلدات يهودية، إن صحت هذه التقديرات، فإن ظاهرة تصويت العرب لأحزاب يهودية تكون قد انقلبت، أو بدأت في الانقلاب إلى نقيضها: يهود يصوتون لأحزاب عربية، ووفقاً لتقرير أوردته "هآرتس"، فإن القائمة المشتركة حظيت بأصوات متعلمين ومثقفين وفنانين.
 
لا يزال بعض العرب (من الأقلية الدرزية بخاصة) يفضلون التصويت لصالح أحزاب صهيونية، وثمة نائبين عربيين فازا في الانتخابات على قوائم أحزاب صهيونية ... 5 بالمائة من أصواتهم ذهبت لحزب "كحول لافان"، 2.2 بالمائة لقائمة "العمل- جيشر- ميرتس"، 1.7 بالمائة لليكود، 1.4بالمائة لحزب "إسرائيل بيتنا" و0.8 بالمائة لحزب شاس، لكن أن يعطي أكثر من 88 بالمائة من المقترعين العرب أصواتهم للقائمة المشتركة، فهذا تطور غير مسبوق.
 
لعل هذه الأرقام والنسب المئوية الدالّة على عمق التحولات في المجتمع العربي، هي ما حدت بصحيفة "هآرتس" لوصف نتائج الانتخابات بـ"الزلزال"، وهو زلزال نتوقع أن تكون له ارتدادات قادمة، ستفضي من ضمن ما تفضي إلى مغادرة قطاعات متزايدة من العرب لحالة "السلبية" حيال الاستحقاق الانتخابي، وتراجع نفوذ وتأثير القوى والشخصيات الداعية لمقاطعة الانتخابات لأسباب إيديولوجية، دينية ويسارية، فضلاً عن ارتفاع منسوب التوافق والانسجام بين مكونات المجتمع العربي في إسرائيل في ظل التطورات التي تطرأ على اتجاهات وتوجهات الأقلية الدرزية الفلسطينية... كما أن القائمة العربية مرشحة لأن تطرد نفوذ وتمثيل الأحزاب الصهيونية في بيئتها ومحيطها، سيما أن حافظت على زخم وحدتها وعظمت إنجازاتها وزاوجت ما بين الكفاح الشعبي والنضال البرلماني.
 
وينتظر كذلك، أن يتزايد النقاش في إسرائيل، في الوسطين اليهودي والعربي، حول شكل وآلية العلاقة مع الأحزاب العربية واليسار الإسرائيلي ... سبق لكتاب إسرائيليين أن "نعوا" اليسار الإسرائيلي وقالوا إن طريق خلاصه إنما يتمثل في بناء حركة يسارية عربية – يهودية، وثمة في الوسط العربي، أحزاب نشأت تاريخياً على فكرة العمل العربي – اليهودي المشترك ... ربما تؤسس نتائج الانتخابات إلى مقاربات جديدة لا نعرف كيف ستتطور ولا كيف ستنتهي، والأهم، كيف سيكون صداها في لحظة حساسة، تتميز باشتداد العصب القومي عند طرفي المعادلة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العرب والانتخابات الإسرائيليةمن زاوية أخرى عن العرب والانتخابات الإسرائيليةمن زاوية أخرى



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 12:07 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

تراجع مبيعات المنازل في تركيا 12.5% بأغسطس

GMT 05:49 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

اختراع روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 00:55 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب أردني يترك مهنة التنجيد ليصمم بدلات من قماش الأرائك

GMT 19:05 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

تعرف على أعراض مرض السكر المبكرة

GMT 13:16 2014 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

المستشفى الأهلي في قطر يحصل على شهادة "HACCP"

GMT 00:30 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

والد سوزان تميم يرفض التعليق على خروج هشام طلعت

GMT 11:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

سجن مُقيم آسيوي في دبي بتهمة سب رسول الله

GMT 07:55 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عقد إيجار الأقدم في العالم نُقش على لوح رخام تركي

GMT 15:44 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيت أبتون ترتدي بيكيني أبيض نحيل يظهر مفاتنها

GMT 08:16 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

تفاقم الجفاف يزيد معاناة المزارعين في نيجيريا

GMT 06:10 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

كريستين ستيوارت تفتتح فيلمها الجديد بثوب قصير وغريب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq