الاقتصاد السياسي لـكورونا

الاقتصاد السياسي لـ"كورونا"

الاقتصاد السياسي لـ"كورونا"

 العراق اليوم -

الاقتصاد السياسي لـكورونا

بقلم : عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

عداد الخسائر التي منيت بها الاقتصادات العالمية جراء الانتشار السريع والمروّع لفايروس كورونا الجديد، لا يتوقف عن الدوران ... تفاوت الأرقام الدالة على فداحة هذه الخسائر، عائد بالأساس لاختلاف تواريخها، فمع كل يوم يمضي، تتضاعف الأرقام وتزداد الصورة "كارثيةً".
 
الأسواق العالمية كانت الضحية الأولى والأبرز لـ"تسونامي كورونا"، بالنظر لفرط حساسيتها، والحديث يدور عن ستة ترليونات من الدولارات، هذا المبلغ كان تضاعف في غضون أسبوعين اثنين فقط، صعوداً من ثلاثة ترليون دولار ... صناعة النفط، تصديرا واستهلاكاً وانتاجاً وأسعاراً، كانت بدورها ضحية كبرى أخرى لانتشار هذه الفايروس اللعين ... انهيار سعر البرميل بما يقرب من عشرين دولاراً، يعني من ضمن ما يعني، أن موازنات دول، تكون قد تلقت أكبر صفعة لها منذ أكثر من عقد من الزمان، وأن عجزها في بعض الدول العربية المنتجة للنفط، سيتضاعف إن امتد الحال أو بقي على هذا المنوال.
 
قطاع السياحة والسفر بلغت خسائره أكثر من 120 مليار دولار، والحبل على الغارب، مع تزايد أعداد الدول "المضروبة" بهذا الفايروس، واستمرار حكوماتها في تشديد إجراءات السفر والتنقل والدخول والخروج، داخل الدولة ومع الدول الأخرى ... مطارات العالم باتت بيوت أشباح، وشركات الطيران مهددة بإشهار إفلاسها بدءاً من الشركات الصغرى، وعشرات ألوف العاملين في هذا المرفق، تبدو وظائفهم مهددة عمّا قريب.
 
حتى دور السينما وصالات الترفيه، طالها الفايروس سريع الانتشار بتأثيراته، إذ فقدت هذه الصناعة أكثر من أربعة مليارات دولار من عائداتها ... أما أكثر الأشخاص ثراء في العالم، وهم حفنة قليلة على أية حال، فقد فقدوا من دون أن يكون لهم يد، ما يقرب من نصف ترليون دولار بين عشية وضحاها، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ.
 
كارثة اقتصادية حلّت بالدول المنكوبة بالفايروس، وتلك التي تنتظر، وما بدلت تبديلا .... لكن للكارثة وجوهاً اجتماعية وسياسية لا تقل خطورة، فثمة ملايين البشر يعيشون في حجر صحي مضروب على مدنهم وبلداتهم، وثمة عشرات ألوف الأفراد، محتجزين في غرف العزل المنزلي أو في المستشفيات، ولولا وسائط الاتصال والتواصل الاجتماعي لتقطعت السبل بملايين الناس.
 
سياسياً، أنعش الانتشار السريع للفايروس الغامض والقاتل، "نظرية المؤامرة" من جديد، هناك من يعتقد أنها حربٌ جرثومية شنتها الولايات المتحدة على الصين في سياق حربهما التجارية، وضد إيران في سياق عدائهما المستحكم ... لكن انتقال المرض إلى قلب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعلى نحو كارثي في إيطاليا، خفف من غلواء أصحاب هذه النظرية، التي ما زالت تفعل فعلها، وتجد من يؤيدها.
 
الفايروس الخبيث والذكي، يهدد حكومات وإدارات بالانهيار إن هي فشلت في التصدي له ومنع انتشاره واحتواء نتائجه على الاقتصاد والمال والأعمال ... من بين هؤلاء دونالد ترامب شخصياً، الذي أظهر كعادته، خفّة واستخفافاً بالمسألة في بدايتها، قبل أن يمتطي الموجة، ويكلف نائبه بمتابعة الأمر، ويرصد أكثر من ثمانية مليارات دولار لاحتواء الكارثة قبل وقوعها.
 
الحال يطاول حكومات وحكام آخرين، سيما في الدول الديمقراطية، فالتقصير في مواجهة "الجائحة" يعني وجوب الرحيل، وإن بعد حين، وهذا سبب إضافي لوضع الجميع في سباق محموم مع الزمن للتصدي للخطر المحدق.
 
وحدهم أهل غزة، ربما يشكرون الحصار المضروب عليهم لأول مرة منذ ثلاثة عشر عاماً، فلا أحد يدخل القطاع ولا أحد يخرج منه، وهذا سبب ربما للطمأنينة بأن الفايروس اللعين، لن يضيف عبئاً جديداً فوق أعبائهم القديمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد السياسي لـكورونا الاقتصاد السياسي لـكورونا



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 12:07 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

تراجع مبيعات المنازل في تركيا 12.5% بأغسطس

GMT 05:49 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

اختراع روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 00:55 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب أردني يترك مهنة التنجيد ليصمم بدلات من قماش الأرائك

GMT 19:05 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

تعرف على أعراض مرض السكر المبكرة

GMT 13:16 2014 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

المستشفى الأهلي في قطر يحصل على شهادة "HACCP"

GMT 00:30 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

والد سوزان تميم يرفض التعليق على خروج هشام طلعت

GMT 11:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

سجن مُقيم آسيوي في دبي بتهمة سب رسول الله

GMT 07:55 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عقد إيجار الأقدم في العالم نُقش على لوح رخام تركي

GMT 15:44 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيت أبتون ترتدي بيكيني أبيض نحيل يظهر مفاتنها

GMT 08:16 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

تفاقم الجفاف يزيد معاناة المزارعين في نيجيريا

GMT 06:10 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

كريستين ستيوارت تفتتح فيلمها الجديد بثوب قصير وغريب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq