بقلم - عماد الدين أديب
دائماً ننفى أن هناك مؤامرات إقليمية ودولية، بهدف إبعاد مسئولية أخطائنا عما حدث منا خلال أكثر من 60 عاماً.
ولكن الحقيقة أن هناك مؤامرات تستهدف الإضرار بنا، وتحطيم أى مشروع لدولة وطنية يمكن أن تسهم فى بناء نظام إقليمى عربى مستقل وقوى ومتقدم. تعالوا نتأمل ماذا يحدث فى سوريا منذ عدة أيام حتى نكتشف اللعبة القذرة التى تدور على حساب سلامة واستقلال سورية.
منذ أيام قام سلاح الجو التركى بضربات جوية فى منطقة عفرين، تلا ذلك تدخّل لمدرعات وقوات برية، وتم الإعلان على لسان وزير الخارجية التركى أن «الأمن القومى التركى فى خطر، وأن أنقرة سوف تتدخل ضد قوات الشعب الكردية بهدف منع قيام أى كيان كردى».
وعاد وزير الخارجية التركى وقال: إن بلاده التى تعتبر عضواً فى حلف الأطلنطى سوف تقوم بعملية تأمين حدود داخل الأراضى السورية على عمق 30 كيلومتراً، وإنها سوف تطبق عمليتها هذه على 4 مراحل متزامنة.
تعالوا نرى ردود الفعل:
1- روسيا قالت إنها لن تتدخل.
2- الحكومة السورية نفت أنه قد تم التنسيق معها، رغم أن وزير الخارجية التركى أكد أن التنسيق تم عبر روسيا، وأن هناك رسالة مكتوبة سُلمت للمسئولين فى دمشق.
3- إيران لم تتدخل ولم تعترض.
4- ما يعرف بالجيش السورى الحر رحّب وتعاملت قواته فى هذه العملية بالتعاون مع الجيش التركى.
5- واشنطن سكتت وطالبت بضبط النفس.
6- المخابرات العسكرية الإسرائيلية لم تمانع.
الجميع أخذ قطعة من سوريا، بالطريقة التى يريدها، ومن أجل الأهداف الخاصة به.
بالله عليكم كيف تفسرون وجود قواعد عسكرية روسية وإيرانية وتركية وأمريكية وأخرى تابعة للنظام وأخرى لقوات المعارضة المختلفة مع سماح إيرانى وتركى وإسرائيلى بدخول وخروج طائرات حربية فى ممرات جوية دون أى تصادُم بل من خلال وجود غرفتَى تنسيق، الأولى فى طرطوس والثانية فى إسرائيل؟
قد يختلفون فى التفاصيل، لكنهم جميعاً يتفقون فى الهدف النهائى.
المصدر : جريدة الوطن