لماذا فازت بلجيكا؟ ولماذا خسرت البرازيل؟
النتيجة الحقيقية لهذه المباراة هى فى حقيقة الأمر إعلان صريح وواضح على نهاية كرة الفن والحرفنة وعبقرية الأداء الفردى، وانتصار مدرسة العلم والخطط والأداء الجماعى المتكامل.
فازت بلجيكا لأنها اعتمدت منهج المبادرة التكتيكية القائمة على العلم الحديث، وخسرت البرازيل لأنها ما زالت تعتمد على الإرث التاريخى القائم على النجم الفرد المنقذ الذى يعتمد على الفن والحرفنة!
يدير تدريب منتخب بلجيكا الكاتالونى الأصل روبيرتو مارتينيز، ويساعده الفرنسى المتألق تييرى هنرى، وقد صنّفه «فيفا» فى يونيو الماضى فى الترتيب الثالث على العالم.
حصل المنتخب البلجيكى على التصنيف الأول على العالم فى نوفمبر 2015، وكان أدنى تصنيف له هو المركز رقم 71 على العالم فى يونيو 2007.
وتأتى عبقرية «مارتينيز»، الذى درب 4 فرق أوروبية، والبالغ من العمر 43 عاماً، فى أنه يعتمد المنهج العلمى فى تجهيز وإعداد وتحضير لاعبيه.
يؤمن «مارتينيز» بضرورة جمع المعلومات الدقيقة عن الفريق الخصم، وعمل دراسات علمية وإحصائية عن كل لاعب خصم، وبناء على المعلومات المكتوبة والفيديوهات المصورة وتقييم نقاط القوة والضعف وقراءة العقل التخطيطى للمدرب الخصم يبنى «مارتينيز» خطته.
لا يعتمد «مارتينيز» على اللاعب الفرد النجم، لذلك لا يبنى ثقل فريقه مثلما بنى الأرجنتين فريقه على «ميسى»، أو بنى البرتغال فريقه على «كريستيانو» أو بنت البرازيل فريقها على «نيمار».
فى بلجيكا 23 لاعباً كلهم حسب «قانون مارتينيز» يصلحون للعب فى أى وقت.
تجد فى بلجيكا: الكابتن هازارد، والمهاجم لوكاكو، والمشاغب مروان فلينى، والمكافح ناصر الشاذلى، والهداف الراسخ «دى بروين».
يقوم النظام الخططى فى الفريق البلجيكى على «الشجاعة التكتيكية» وعلى «المرونة الخططية»، على حد وصف «مارتينيز».
منذ اللحظة الأولى مارس الفريق البلجيكى الشجاعة التكتيكية بأن قام بالضغط العالى على فريق البرازيل وأخذ سلاح المبادرة بالهجوم.
يؤمن «مارتينيز» بأن المهاجم لديه فرصة أكبر للفوز، أما المدافع فدائماً لديه فرصة أكبر للخسارة.
الفريق البلجيكى فريق التكامل والتجانس، الجميع فيه هو البطل، على خلاف فريق البرازيل الذى يعمل فيه عشرة لاعبين على الإعداد والتجهيز لفرد واحد وهو «نيمار»!
فريق بلجيكا الجميع يلعب من أجل الجميع، ولا يلعب فيه الجميع من أجل فرد.
الفريق البلجيكى لعب خمس مباريات وله كابتن واحد هو «هازارد»، أما فريق البرازيل فقد لعب خمس مباريات بـ5 كباتن، أى كابتن مختلف لكل مباراة!
إنها مسألة أكبر من مجرد مباراة، إنها فلسفة حياة، ومنهج إدارة وأسلوب العلم مقابل الحرفنة، والجميع مقابل الفرد!
المصدر: الوطن
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع