بقلم : عماد الدين أديب
بدأت السياسة الأمريكية فى الـ24 ساعة الماضية فصلاً جديداً من فصول الضغط والمواجهة مع إيران.
بدأت منذ صباح اليوم سلسلة إجراءات العقوبات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران بشكل تدريجى متصاعد يصل إلى الإيقاف الكامل لاستيراد النفط الإيرانى فى نوفمبر المقبل، أى بعد 85 يوماً.
هذه الإجراءات تتم عقب إبداء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استعداده للقاء كبار المسئولين الإيرانيين للحوار شريطة ألا يضع الجانب الإيرانى أى شروط مسبقة لهذا الحوار.
ومن المؤكد أن معادلة ترامب هى سياسة «الضغط والاحتواء» فى آن واحد وتحت سقف زمنى ضاغط محدد.
معادلة ترامب هذه مستمدة من سياسته التفاوضية التقليدية فى عالم البناء والعقار التى تحدث عنها فى كتابه «فن الصفقة» والتى تقوم على منهج حافة الهاوية.
هذا كله يتم مع ارتفاع وتيرة التظاهرات الاجتماعية فى طهران وكل المدن الإيرانية التى يعلن فيها كثير من قطاعات المجتمع رفضهم لضعف الخدمات العامة، وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة فى الوقت الذى تنفق فيه الدولة الإيرانية مليارات سنوياً فى دعم أنشطة عسكرية وأمنية خارج البلاد.
هنا يبرز السؤال الجوهرى الكبير: أيهما سوف يتغلب داخلياً.. هل ينتصر تيار رفض الضغوط والرغبة فى المواجهة الإقليمية أم التيار الواقعى الذى يدرك أن استمرار المواجهة يعنى نوعاً من الانتحار السياسى ويكلف البلاد والعباد فاتورة باهظة؟
قرار إيران حول دعوة ترامب داخلى بامتياز.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الوطن