بقلم : عماد الدين أديب
يجب أن نتحلى بأكبر قدر من الموضوعية ونخلع حالة النظارة السوداء التى كنا نرتديها خلال السنوات الماضية، وننظر إلى حياتنا ومستقبلنا برؤية موضوعية مبصرة لكل الخير والشر، التحديات والآمال، العقبات والإنجازات.
علينا أن نخرج من حالة أن الدنيا سواء، سواد الظلام الحالك التى لم ولن يظهر فيه قمر، أو حالة أن الدنيا «بمبى بمبى»، وكله عظيم وربنا يخلى الدولة التى توفر لكل مواطن كيلو كباب «لحمة ملبسة» وصينية بسبوسة بالقشطة البلدى، وشيشة عنب وأناناس قبل النوم.
الحياة فى العالم كله تحديات ومواجهات، أزمات وإدارة صحيحة لها، أضرار مزمنة ومحاولات للسيطرة عليها، طموحات وخطط علمية وعملية لتحقيقها.
الحياة فى العالم كله منحنيات صاعدة وهابطة.
تذكروا أن الاقتصاد اليابانى ضُرب ضربة قاصمة عقب الحرب العالمية الثانية، ثم قام ليصبح عملاقاً آسيوياً عظيماً.
وتذكروا أن هذا الاقتصاد العظيم تضرّر عدة مرات فى انهيار اقتصاد جنوب شرق آسيا وتداعيات أزمة العقارات فى الولايات المتحدة عام 2008، وصعود أسعار النفط والغاز، وتأثيرات الأوضاع فى روسيا تارة والاتحاد الأوروبى تارة أخرى، وموقف إدارة «ترامب» من الاتفاقات التجارية مع طوكيو. تذكروا أن الاتحاد السوفيتى القديم كان الاقتصاد الروسى على حافة الإفلاس وقدرته التنافسية ضعيفة للغاية، وبعد 25 عاماً استطاعت الإدارة الجديدة فى الكريملين خلق مكانة دولية للتجارة والمصالح الروسية، وأصبحت شركات التصنيع العسكرى واستكشاف الغاز والاستثمارات الخارجية الروسية من كبار اللاعبين على المسرح العالمى.
تذكروا صبيحة يوم تولّى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، أن الدولة كانت تعانى من تهديد أمنى، وأزمة فى الاستقرار، ورفض من المجتمع الدولى، وأزمة فى قطع غيار السلاح، وانخفاض الاستثمار المباشر، وخلو الفنادق من السياحة، وتوقف مخيف للمصانع، وانقطاع للكهرباء، وشكاوى لا تنتهى من سوء كل الخدمات، ودخول نصف مليون طالب سكن لسوق العقار كل عام مع عجز تراكمى 2٫5 مليون وحدة.
اليوم نعانى من ارتفاع فى الأسعار نتيجة مزيج من تأثيرات سعر الصرف، وهو قرار تاريخى كان لا بد منه منذ نصف قرن مع حالة من جشع بعض التجار.
واليوم ما زلنا نواجه تحديات البطالة، وسوء خدمات الصحة والتعليم.
لكن يبقى السؤال الكبير: هل بدأنا على الطريق السليم؟ هل حال اليوم أفضل من الأمس؟ هل هناك إنجاز على الأرض؟
أهم الأسئلة: هل منعنا الانهيار الذى كان يهدد مشروع الدولة الوطنية؟
الإجابة بكل أمانة نعم، لقد بدأنا فى انهيار مشروع الانهيار.