كيف نقيم قرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب برفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكى، الذى يزور مصر قريباً، احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترامب الأحمق والشرير بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؟
للوهلة الأولى، قرار د.الطيب يعبر عن رد فعل حقيقى وغاضب لكل عربى ومسلم على ما قام به ترامب.
وللوهلة الأولى القرار فيه تعبير عن «الشعور بالعزة والكرامة» أن يرفض شيخ الأزهر مقابلة نائب رئيس جمهورية أكبر دولة فى العالم.
وللوهلة الأولى القرار أيضاً يعبر عن موقف مؤسسة الأزهر التاريخية التى تأسست فى عهد مصر الفاطمية، وعاشت تدافع عن الإسلام السنى المتسامح المستنير المدافع عن حقوق الإسلام والمسلمين بالموعظة الحسنة وبإعلان الجهاد إن دعت الحاجة.
إذن، هو قرار يعبر أخلاقياً، وسياسياً، وتاريخياً، وشرعياً عن رؤية وقاعدة صحيحة وسليمة.
ولكن، دعونى أتجاسر وأطرح السؤال الذى قد يفتح على شخصى الضعيف أبواب جهنم، وهو: أيهما أفيد لقضية القدس، أن نعترض ونحتج، أم نتحدث ونتواصل ونتفاوض؟
أنصار مدرسة الاحتجاج يقولون الآتى:
1- إنه لا أمل من الحوار مع الأمريكيين عموماً، لأنهم يخدمون مصالحهم الذاتية، ولا يوجد أى اعتبار لمصالح العرب والمسلمين فى حساباتهم، لذلك فإن أى رهان عليهم هو فاشل وخاسر.
2- إن من يعتقد أن واشنطن تؤثر على تل أبيب هو واهم وجاهل، والحقيقة أن تل أبيب هى التى تؤثر على واشنطن.
3- إن ترامب ونائبه «بنس» صهيونيان من الدرجة الأولى، وإنهما لم يخفيا ذلك فى حملتهما الانتخابية.
4- إن ترامب ونائبه «بنس» يسددان فاتورة استحقاق وقوف المنظمات اليهودية معهما فى الانتخابات الرئاسية.
5- إن ترامب المأزوم داخلياً بحاجة الآن أكثر من أى وقت مضى لدعم القوى اليهودية الصهيونية فى معركته مع المعارضة فى الكونجرس والإعلام.
أما أنصار عدم المقاطعة وضرورة الحوار مع الإدارة الأمريكية فيقولون:
1- إن قطع الحوار مع الإدارة الأمريكية يمثل فراغاً جديداً سوف تملأه إسرائيل.
2- إن مصالح العرب فى التجارة والسلاح والنفط هى لصالح الأمريكان وليس العرب، لذلك فإن أى تصعيد سيكون ضد المصلحة العربية.
3- إن الحوار مع واشنطن هو أمر استراتيجى، ولا يجب أن يرتبط بشخص ترامب أو «بنس»، وإن احتمالات رحيل أو عزل «ترامب» الآن أقوى من أى وقت مضى، لذلك يجب أن يكون حوارنا دائماً ومستمراً مع «الإدارة» الأمريكية بكافة مؤسساتها وأجهزتها.
هذا هو الرأى «ألف» المؤيد للمقاطعة، وهذا هو الرأى «باء» الرافض لها.. فكّر بعمق لعلك تصل إلى إجابة!