بقلم - عماد الدين أديب
شهر يناير المقبل هو شهر بالغ الأهمية لكلٍ من قطر وإيران وتركيا.. لماذا؟
فى يناير المقبل يتم نقل الولاية التشريعية من مجلس الشيوخ والنواب بناء على نتائج الانتخابات التشريعية التجديدية التى أجريت مؤخراً، وأدت إلى فقدان الحزب الجمهورى الأغلبية لصالح الديمقراطيين فى مجلس النواب، واستمرار استحواذ الحزب الجمهورى على مجلس الشيوخ مع تحسن ضعيف فى نسبة أغلبيته مما اعتبره الرئيس دونالد ترامب نوعاً من الانتصار.
وفى يناير يتوقع أن تبدأ بشائر ومؤشرات تقرير لجنة «موللر» المستقلة التى تحقق فى اتهامات خطيرة لتورط ترامب وأسرته والحلقة القريبة منه فى مرحلة ما قبل الرئاسة فى علاقات مشبوهة مع الروس، ومخالفات -إن صحت- من الممكن أن تؤدى إلى طلب عزله من خلال الكونجرس.
وفى يناير أيضاً تدخل العقوبات على إيران إما مرحلة جديدة أو تؤدى الوساطة العمانية بين طهران وواشنطن إلى ترتيب جولة مفاوضات علنية ومباشرة.
وفى يناير هناك موعد محدد منذ 3 أشهر بعد قمة دول التحالف الاستراتيجى مع واشنطن لمواجهة النفوذ الإيرانى، وهناك رغبة قطرية مستميتة لتوسيع المشاركة، بحيث تضم تركيا فى هذا التحالف.
وفى يناير، هناك رغبة لدى الرئيس دونالد ترامب فى الضغط على أطراف الأزمة فى خلاف دول التحالف وقطر بهدف تحقيق أية مصالحة بأى ثمن.
وفى يناير أيضاً هناك رغبة لدى المبعوث الدولى لليمن لتحقيق حوار بين طرفى الحرب بهدف إيقاف إطلاق النار وبدء تسوية سياسية شاملة، وهناك أيضاً رغبة لدى المبعوث الدولى فى ليبيا الدكتور غسان سلامة لبدء التحضير للانتخابات وإعادة بناء المؤسسات السياسية الليبية.
القطرى يحلم بالإضرار بالتحالف العربى، وتأمين نفسه بعلاقاته التركية والإيرانية ودعم سماسرة السلاح فى الولايات المتحدة بهدف النجاة من تنفيذ الـ 13 شرطاً التى وضعتها دول التحالف.
الإيرانى يسعى لمقايضة الضغوط والأوراق التى يستخدمها فى اليمن، وسوريا، ولبنان والعراق وغزة من أجل تحقيق تسوية مع الأمريكيين وإنهاء العقوبات القاسية.
التركى يسعى لإعادة تأهيله أمريكياً وسعودياً من خلال لعبة ابتزاز يستخدم فيها أوراقه فى قطر وقاعدة إنجرليك وأدواره على أرض ومسارح القتال فى سوريا والعراق.
يناير 2019.. كم يحمل من الأحداث والأحلام والكوابيس؟