دائماً هناك علاقات أو ارتباطات -بقدر ما- بين ما هو محلى وما هو إقليمى بالوضع الدولى. ولكن لم يحدث أن ارتبطت الأمور الثلاثة «المحلى والإقليمى والدولى» ببعضها البعض فى العالم العربى والشرق الأوسط كما هو حادث هذا الشهر.
منذ ساعات انتهت الانتخابات البرلمانية اللبنانية بنجاح واضح لمعسكر إيران وسوريا.
وبعد أيام معدودة تبدأ انتخابات العراق التى تسعى فيها إيران إلى إفشال حيدر العبادى وأنصاره ودعم نورى المالكى وأنصاره.
ويوم 12، أى بعد أربعة أيام، يحسم الرئيس دونالد ترامب موقفه من مسألة تجديد الموافقة على صلاحية الاتفاق الدولى النووى مع إيران.
هنا يبرز السؤال: ماذا سيحدث لو اتخذ «ترامب» موقف رفض التجديد مع تحديد شروط مُلزمة لتجديده؟
لا تستطيع إيران، ولا قيادة «خامنئى» وفكر الحرس الثورى وسطوته، الانصياع للرغبات الأمريكية هكذا دون قيد أو شرط.
لذلك يتوقع أنه فى ظل مجتمع مأزوم اقتصادياً وسياسياً ويواجه ضغوطاً دولية أن يمارس حزمة من ردود الفعل المحسوبة بدقة، والكفيلة بإظهاره داخلياً كمن يناطح «الشيطان الأمريكى»، ولكن دون إيصال الأمور إلى درجة الغليان.
من هنا يمكن توقّع ردود الفعل التالية:
1- تعطيل إيران، عبر أصدقائها فى لبنان، مسألة تشكيل الحكومة الجديدة.
2- تعطيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادى.
3- زيادة وتيرة إطلاق الصواريخ الحوثية على السعودية.
4- تسخين الوضع العسكرى على مسرح العمليات السورى من خلال ضربات محدودة ومحسوبة.
5- القيام بعملية محدودة على الحدود الإسرائيلية كردّ فعل على قتل إسرائيل للمستشارين العسكريين فى سوريا مؤخراً.
وأخيراً سوف تزداد وتيرة التصعيد السياسى والإعلامى الإيرانى حول إمكانيات العودة إلى عمليات التخصيب فى أسرع وقت ممكن.
من هنا فإن ما يعتبر محلياً خالصاً يصبح إقليمياً بامتياز ومرتبطاً ارتباطاً عضوياً بإرادة دولية.
وهكذا ضاع القرار من بين أيدينا.
المصدر : جريدة الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع