نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي في مكاتب الامم المتحدة بجنيف

لم تتوصل مفاوضات جنيف النووية في يومها الثاني أمس الخميس، الى اتفاق على خريطة طريق لمعالجة الملف النووي الايراني كما حصل في الاتفاق الامير كي الروسي لانهاء ملف السلاح الكيميائي السوري، وباتت احتمالات الوصول الى اتفاق مع ايران اليوم الجمعة صعبة، الا اذا طرأ تطور جديد في حال انضمام وزراء خارجية الدول الست الى المفاوضات.
 وكان يوم أمس الأصعب بالنسبة الى مديرَي المحادثات النووية، الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين أشتون عن مجموعة 5 +1، ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، إذ عقدا لقاءات على ثلاث مراحل استمرت كل واحدة منها قرابة ثلاث ساعات ونوقشت خلالها تفاصيل مسودة الاتفاق على البرنامج النووي الايراني وتحديداً النقاط التي لا تزال موضع خلاف.
وكشف مسؤول ايراني مواكب للمحادثات ، عن "أن الخلافات تكمن في عقدة اساسية تتعلق بالتوازن بين ما هو مطلوب ان تقدمه ايران وما هو معروض عليها في مجال رفع العقوبات، ومن هذا الخلاف تتفرع مسائل خلافية أخرى كنسبة تخصيب الاورانيوم ومصير مخزون الاورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وموضوع منشأة أراك، والمراقبة الدولية للمنشآت الايرانية، وكل هذه المسائل تطالب المجموعة الغربية وخصوصاً فرنسا بحسمها في مقابل رفع العقوبات عن قطاعات اقتصادية غير اساسية".
هذه الخلافات حدَّت من التفاؤل الذي كان سائداً الاربعاء، لكنها لم تصل الى حد اشاعة أجواء تشاؤم كما حصل في الجولة السابقة، على رغم محاولة اوساط ايرانية تحميل فرنسا سلفاً تبعته عن أي اخفاق محتمل من طريق الايحاء باستمرار الخلافات بين فرنسا من جهة والدول الغربية الاخرى من جهة ثانية على حق ايران في التخصيب، وعلى الاطار العام لتنازلات الخطوة الاولى. فالخلافات، كما قال مصدر اوروبي  "مسألة طبيعية في هذه المرحلة الدقيقة من المحادثات، وهناك الكثير من التفاصيل الواجب حسمها قبل التوقيع".
وكان الناطق الرسمي باسم أشتون، مايكل مان، حافظ على منسوب التفاؤل، اذ صرح في ختام اللقاءات بين أشتون وظريف بأن هذه اللقاءات ستستمر اليوم، وانها جرت في أجواء ايجابية وكان "يوماً حافلاً مكثفاً ومهماً وتناول التفاصيل".
وأفادت مصادر شاركت في المحادثات انه في حال التوصل الى "اتفاق الاطار العام" اليوم فإن وزراء الخارجية لدول مجموعة 5 + 1 سيستدعون غداً الى جنيف لتوقيع الاتفاق. وأضافت انه في حال عدم التوصل الى اتفاق، فإن المحادثات ستؤجل الى جولة جديدة لم يحدد موعدها بعد. واشارت الى ان المحادثات تقدمت في اتجاه حلحلة مسائل غير رئيسية بين الطرفين، في حين لا تزال البنود الرئيسية قيد التفاوض. واوضحت ان المحادثات تتناول خمس نقاط رئيسية لم تشأ الافصاح عنها. لكنها اكدت ان اليوم سيكون يوماً حاسماً.