دبي ـ جمال أبو سمرا
استأنقت الجلسة السابعة والختامية من فعاليات "المجلس الرمضاني" الذي يحييه مركز الشارقة الإعلامي، عن الحوار مع الآخر والتواصل الحضاري حول حياة الأولين، وذاكرة الزمان، في ندوة حوارية بعنوان "حوار الفريج" عكست هوية الشارقة وخصوصيتها الفكرية والتراثية.
وتحدث مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية، في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عن أن الروايات الشفوية والوثائق المكتوبة التي لا تزال حاضرة إلى وقتنا وتشكل جسر التواصل بين الماضي والحاضر لعبت دوراً بارزاً في توثيق تاريخ الدولة على امتداد الزمن، حيث استعان الإماراتيون بالشعر في تسجيل الأحداث التي مرت بها الدولة، كما عمل الرحالة الذين زاروا الإمارات قديماً على كتابة مشاهداتهم لما رأته عيونهم أو سجلته آذانهم من تفاصيل، وإن كان بعضها لم يخل من التحيّز والبُعد عن الموضوعية، باعتبارهم غير مقيمين في المنطقة، ولا يدرون كثيراً من خباياها وشؤونها.
وأضاف خلال حديثه عن وسط الشارقة القديم "احتل مكانة مهمة في ذاكرة الناس، ولا يزال بنفحاته العمرانية وروحه التراثية يخط حكايات الماضي بما فيه من أسواق وساحات وبيوت لا تزال صورها عالقة في ذاكرة الناس، ما وفر توازناً عاطفياً يربط الشخص بروح المكان وعبق الحياة الأولية، لتتمازج في هذه الإمارة خطوط الحضارة والعمارة التقليدية في شكل استثنائي رائع".
وأوضحت الأستاذة في قسم التاريخ في جامعة الإمارات، الدكتورة فاطمة الصايغ، أن تسجيل الأحداث القديمة يبنى على منهجية علمية وأسس معينة لا بد أن يلتزم بها المؤرخ، حيث لا بد من الاعتماد على ذاكرته الشخصية وعلى ذاكرة الآخرين في تسجيل التاريخ، وتاقعت: "من صفات المؤرخ المثالي التحلي بالحيادية والصدق لأن في حال غلب على التوثيق عدم الحيادية تصبح الأحداث غير واقعية، وهذا ينافي مبدأ التسجيل، فالمؤرخ هو شاعر يتأمل الأحداث بشاعرية فقط من دون كتابتها بنفس المشاعر، لأنه سيفقد روح الأحداث والسبيل هو أن ينتهج طريقة المنهج العلمي . كما أننا نعتمد كثيراً على الوثائق الأجنبية لسهولة تبيانها للأحداث وتسلسلها، كونها موثقة بالزمان والوقت، وهو ما يجعل الرجوع إليها أسرع وأسهل".
وأشارت الصايغ إلى أهمية الفرجان والأحياء القديمة والمجالس ودورها في تكوين الهوية المحلية وحضورها في التاريخ الإماراتي، وقالت: "ثقافة الفرجان، تنمي الواقع الثقافي والاجتماعي لأجيال اليوم الذين لم ينشأوا على هذه الثقافة مع الغزو الكبير لشاهقات السحاب والطفرة العمرانية واختلاط السكان من جنسيات كافة، أفقدها معنى التواصل المحلي".